وقوله:(نظرك إلى وجه العالم خير لك من ألف فرس تتصدق بها (١) في سبيل الله, وسلامك على العالم خير لك من عبادة ألف سنة) (٢) .
كذلك قوله:(إن العالم أو المتعلم (٣) إذا مر على قرية، فإن الله يرفع العذاب عن مقبرة تلك القرية أربعين صباحا) (٤) .
وقوله:(إن الله يغفر للعالم أربعين ذنبا قبل أن يغفر للجاهل) .
فهذه الآثار ونحوها, ليست بشيء عند أهل العلم بالحديث, ولا يحتج بها ويعول عليها من له أدنى تمييز أو ممارسة (٥) , وإنما يلتفت إليها ويحكيها, أهل الجهالة والسفاهة, من القصاصين والكذابين.
وأما أهل العلم والدين: فبمجرد النظر إليها, والوقوف عليها, يعرفون أنها من الأخبار الموضوعة المكذوبة, التي لا تروج إلى على سفهاء الأحلام, وأشباه الأنعام.
= انظر "المقاصد الحسنة": (ص٤٥٩) ، و"تمييز الطيب من الخبيث": (ص١٢١,و"كشف الخفاء ": ٢/٦٤, و"الأسرار المرفوعة: (ص٢٤٧) . (١) في "أ": "به". (٢) وقفت على نحو من هذا بلفظ: "نظر ة إلى وجه العالم أحب إلى الله من عبادة ستين سنة صياما وقياما", وقد ورد هذا في نسخة سمعان بن المهدي, وهو أحد الوضاعين, عن أنس مرفوعا بمعناه، قال السخاوي: لا يصح. انظر: "المقاصد الحسنة": (ص٦٩٦) ، و"الأسرار المرفوعة": (ص٣٥٦) ، و"كشف الخفاء ": (٢/٣١٨) . (٣) في "أ": "والمتعلم". (٤) قال السيوطي عن هذا الحديث: "لا أصل له", انظر: " الأسرار المرفوعة": (ص١٤٢) , و"كشف الخفاء ": (١/٢٢١) . (٥) في "ب", و"جـ": "وممارسة".