ورسوله" ١ فأطلق العمل على الإيمان كما أطلق الإيمان على العمل.
وحكى اتفاق السلف على أن الإيمان اعتقاد وقول وعمل، غيرُ واحد من أهل العلم كالشافعي ٢ وأحمد٣ والبخاري ٤ وابن عبد البر ٥ والبغوي ٦.
قال عبد الرزاق الصنعاني: "سمعت من أدركت من شيوخنا وأصحابنا ـ ثم سردهم ـ يقولون: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص" ٧.
وقال الوليد بن مسلم: "سمعت الأوزاعي، ومالك بن أنس، وسعيد بن عبد العزيز ٨ ينكرون قول من يقول إن الإيمان إقرار بلا عمل، ويقولون: لا إيمان إلا بعمل ولا عمل إلا بإيمان" ٩.
وقال الإمام أحمد: "أجمع سبعون رجلا من التابعين وأئمة المسلمين
١ أخرجه البخاري كتاب الإيمان باب من قال إن الإيمان هو العمل ١/٧٧ ح"٢٦". ومسلم كتاب الإيمان باب: بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال "١/٨٨-ف١٣٥". كلاهما من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. ٢ انظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ٣/٨٨٦، ٨٨٧. ٣ مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص٢٢٨. ٤ فتح الباري ١/٤٧. ٥ كتاب التمهيد ٩٢٣٨. ٦ شرح السنة ١/٣٨، ٣٩. ٧ شرح صحيح مسلم ١/١٤٦. ٨ هو سعيد بن عبد العزيز التنوخي بفتح التاء وضم النون الدمشقي قال عنه الحافظ ابن حجر: "ثقة، إمام، ساواه أحمد بالأوزاعي، وقدمه أبو مسهر ولكنه اختلط في آخر عمره، من السابعة مات سنة سبع وستين ومائة وقيل بعدها" تقريب التهذيب ١/٣٠١؛ وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب ٤/٦٩. ٩ عقيدة ابن جرير ١٠ ضمن المجموعة العلمية.