١- فقيل هو ختم البيت بما يفيد نكتة يتم المعنى بدونها كزيادة المبالغة٢ في قول الخنساء:
وأن صخرًا لتأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار٣
لم ترضَ أن تشبهه بالعلم الذي هو الجبل المرتفع المعروف بالهداية حتى جعلت في راسه نارًا وقول ذي الرمة:
١ راجع الكلام على الإيغال في ص١٠٠ نقد الشعر، ٣٧٢ صناعتين و٢٩٦ المثل السائر، ٤٣٢ من الصناعتين أيضا. ٢ أي في التشبيه. ٣ العَلَم: الجبل. رأسه، قمته والضمير في الرأس يعود للجبل. تأتم: تقتدي وتتبع. الهداة: الذين يهدون الناس جمع هاد. وراجع الكلام على البيت في: ٦٩ جـ٤ زهر الآداب، ٨٤ رسالة الغفران، ٤٤ و٢٨٠ جـ٣ الكامل للمبرد، ١٠٨ و٣٨٢ صناعتين والبيت من قصيدة ترثي بها الخنساء أخاها صخرا. والشاهد في البيت قولها: "في رأسه تنار" فإنها زيادة للإيغال، وجيء بهذه الزيادة لغرض المبالغة في التشبيه فإن قوله "كأنه" علم وافٍ بالمقصود أعني التشبيه بما يُهتدى به وهو الجبل إلا أن قولها "في رأسه نار" زيادة مبالغة. ملاحظة: الإيغال: من أوغل في البلاد إذا أبعد فيها وسمي المعنى الاصطلاحي إيغالا؛ لأن المتكلم قد تجاوز حد المعنى. والذي يقع إيغالا في آخر البيت يكون جملة أو مفردا، والنكتة في الإيغال يتم أصل المعني بدونها، والنكتة لا تختص بما يتم المعنى بدونه بل يجوز أن يتوقف عليها كما يتوقف أحيانا على بعض الفضلات. وهي: -أي النكتة- أما المبالغة في التشبيه بأن يؤتى بشيء يفيد كون المشبه به غاية في كمال وجه الشبه الكائن فيه فينجز ذلك الكمال إلى المشبه الممدوح بوجه الشبه، وإما تحقيق التشبيه وسيأتي.