قوله تعالى:{أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ} مثل قوله: {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} فالموتة الأولى كونهم نُطفة في أصلاب آبائهم؛ لأن النطفة ميتة، والحياة الأولى إحياء اللَّه إياهم من النطفة. والموتة الثانية إماتة اللَّه -عز وجل- إياهم بعد الحياة، والحياة الثانية إحياء اللَّه -عز وجل- إياهم للبعث، فهاتان موتتان وحياتان.
وقيل: الموتة الأولى التي تقع بهم في الدنيا بعد الحياة، والحياة الأولى إحياء اللَّه -عز وجل- إياهم في القبر لمساءلة منكر ونكير، والموتة الثانية إماتة اللَّه -عز وجل- إياهم بعد المساءلة، والحياة الثانية إحياء اللَّه -عز وجل- إياهم للبعث.
[١٠٧] أَخْبَرَنَا أبو سعد بْن الساوي، أنا الحسن بْن فارس، أنا أبو أَحْمَد، أنا أبو بكر السجستاني في قوله تعالى:{فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ} ألقى في نفسه شرا، يقال لما يقع في النفس من عمل الخير: إلهامًا، ولما يقع من الشر وما لا خير فيه: وسواسا، ولما يقع من الخوف: اتجاسًا، لما يقع من تقدير الخير: أملا، ولما يقع من التقدير الذي لا على الإنسان ولا له: خطر.
[١٠٦] المصدر السابق "ص٨٠، ٨١"، الدر المنثور "٦/ ١١٠". قال السيوطي: أخرج مسدد في مسنده، وابن المنذر، وابن مردويه عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قال: سألت رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن إدبار النجوم والسجود، فقال: "أَدْبَارُ السُّجُودِ: الرَّكْعَتَانِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وإدبار النجوم: الركعتان قبل الغداة". كما ذكر السيوطي عن غير على ذلك أيضًا. المطالب العالية "٣/ ٣٧٧" كتاب التفسير سورة "ق" مرفوعًا عن علي -رضي الله عنه- وعزاه إلى مسدد. ١ "عزير" مختلَف فيه: هل هو بالزاي أو الراء في آخره؟ انظر: "تبصير المنتبه ٣/ ٩٤٨، ٩٤٩"، وله ترجمة في مقدمة تحقيق كتابه "غريب القرآن"، وتوفي سنة "٣٣٠هـ". [١٠٧] المصدر السابق "ص٤٨٣".