المطلب الأول: في المعنى الأول للمثل، وهو: القول السائر:
يطلق لفظ "مثل" علماً على كل قول اشتهر، وتناقلته الألسن وكثر تمثل الناس به.
والقول السائر هو الذي يشبَّه مضربه١ بمورده٢.
وهو مأخوذ من التمثل أي: الإنشاد.
قال جرير٣ الشاعر:[ملف الجداول]
والتغلبيّ إذا تنحنح للقرى
حكَّ أسته وتمثل الأمثالا٤
وحدّه كما قال الراغب٥ الأصفهاني:
١ يراد بمضرب المثل: الحالات والمواقف المتجددة التي يمكن أن يستعمل فيها المثل، لما بينها وبين مورد المثل من التشابه. انظر: الأمثال العربية، دراسة تحليلية تاريخية، د. عبد المجيد قطامش، ص (١٤) ، دار الفكر، دمشق، الطبعة الأولى، ١٤٠٨هـ. ٢ مورد المثل، يراد به: الحالة التي قيل فيها ابتداءً. انظر: نفس المرجع. ٣ هو جرير بن عطية الخطفي بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب من يربوع التميمي أبو حزرة، الشاعر، ولد باليمامة، وتوفي بها سنة ١١٠هـ. انظر: وفيات الأعيان، لابن خلكان، (١/١٢٧) ، وطبقات الشعراء لابن سلام، ص (٨٦) . ٤ لسان العرب لابن منظور، دار صيدا، (٤٧/٦١١) . ٥ الحسين بن محمد بن المفضل، المعروف بالراغب الأصفهاني، من أهل أصفهان، سكن بغداد، ومن مؤلفاته: محاضرات الأدباء، والذريعة إلى مكارم الشريعة، والمفردات في غريب القرآن.. وغيرها، توفي سنة ٥٠٢هـ. انظر سير أعلام النبلاء، (١٨/١٢٠) ، والأعلام، لخير الدين الزركلي، (٢/٢٥٥) .