من أجل١ الضم الذي بعد الساكن، ومنهم من يقول: قلِ انظرا ويكسر جميع ما ضم غيره, ومن٢ ذلك الواو التي هي علامة الإِضمار يُضمُّ إذا كان ما قبلها مفتوحًا نحو:{وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ} ٣ قال الخليل٤: لفصلَ بينها وبين واو "لَو" وأو التي من نفس الحرف وقد كسر قوم٥، وقال قوم: لو استطعنا، والياء التي هي علامة الإِضمار وقبلها مفتوح تكسر لا غير, نحو: اخشي الرجل يا هذهِ, وواو الجميع وياؤه مثل الضمير تقول: مصطفو الله في الرفع ومصطفى الله في النصب والجر, وأما الفتح فجاء في حرفين {الم, اللَّهُ} ٦ فرقوا بينه وبين ما ليس بهجاء, والآخر: مِنَ الله ومِنَ الرسولِ لما كثرت٧, وناس من العرب يقولون:"مِنِ الله"٨ واختلفت العرب في "مِنْ" إذا كان بعدها ألف وصل غير الألف
١ أجل، ساقط في "ب". ٢ في "ب" إلا أن الواو التي هي علامة الإضمار, والمعنى واحد. ٣ البقرة: ٢٣٧، وانظر الكتاب ٢/ ٢٧٦، والجدير بالذكر: أن همز هذه الواو هو لغة قيس عامة وغني خاصة، كما قال ابن جني في المحتسب ١/ ٢٠، وقد وردت قراءات شاهدة على هذه اللغة في قوله تعالى: {وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ} ، وفي قوله: {اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ} [البقرة: ١٦] ، وذلك لانضمام الواو. ٤ انظر الكتاب ٢/ ٢٧٦، قال سيبويه: وزعم الخليل أنهم جعلوا حركة منها ليفصل بينها وبين الواو التي من نفس الحرف، نحو: واو لو وأو. ٥ ضموا واو "لو" شبهوها بواو اخشوا الرجل حيث كانت ساكنة مفتوحًا ما قبلها وهي في القلة بمنزلة: ولا تنسوا الفضل بينكم فيمن كسر الواو في "لا تنسوا". ٦ آل عمران: ١. ٧ انظر الكتاب ٢/ ٢٧٥، والجملة ناقصة هنا، قال سيبويه: لما كثرت في كلامهم ولم تكن فعلًا وكان الفتح أخف عليهم فتحوا، وشبهوها بأين وكيف. ٨ أي: يكسرونه ويجرونه على القياس لالتقاء الساكنين.