وفي هذا قال شيخ الإسلام رحمه الله:"فالمقربون يروون بها، فلا يحتاجون معها إلى ما دونها، فلهذا يشربون منها صرفاً، بخلاف أصحاب اليمين، فإنها مزجت لهم مزجاً، وهو كما قال تعالى في سورة الإنسان:{إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً}[الإنسان:٥، ٦] .فعباد الله هم المقربون المذكورون في تلك السورة"١.
فيرى شيخ الإسلام رحمه الله أن عباد الله في قوله تعالى:{عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} في سورة الإنسان، هم المقربون المذكورون في قوله تعالى:{عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} في سورة المطففين.
وحول هذا المعنى قال ابن كثير رحمه الله في تفسير آية الإنسان:"أي هذا الذي مزج لهؤلاء الأبرار من الكافور هو عين يشرب بها المقربون من عباد الله صرفاً بلا مزج ويروون بها ... " ٢.
وكما فاضل بينهم في الشراب، فاضل بينهم في اللباس والحلي،
١ الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص١٥. ٢ تفسير القرآن العظيم ٤/٤٥٤.