وقد يقال إذا تركنا الطفل من غير أن نؤثر على فطرته، هل يخرج موحداً عارفاً بربه؟
فنقول: إذا ترك شياطينُ الإنس البشر، ولم يدنّسُوا فطرهم، فإنّ شياطين الجن لن يتركوهم، فقد أخذ الشيطان على نفسه العهد بإضلال بني آدم:{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} ١.
وأُعطي الشيطان القدرة على أنْ يصل إلى قلب الإنسان، كما في الحديث الصحيح:"إنَّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.." ٢.
وبين القرآن أنَّ لكلِّ إنسان قريناً من الجن يأمره بالشر، ويحثه عليه، قال تعالى:{قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ} ٣.
ولا يتخلص الإنسان من هذا إلاّ بالالتجاء إلى الله تعالى، والتعوذ من
١ سورة ص الآيتان: ٨٢-٨٣. ٢ صحيح البخاري بشرح الفتح ٤/٢٧٨ كتاب الاعتكاف، باب هل يخرج المعتكف لحوائجه إلى باب المسجد؟ وصحيح مسلم ٤/١٧١٢ كتاب السلام، حديث رقم: ٢٤. وسنن أبي داود ٢/٨٣٥ كتاب الصوم، باب المعتكف يدخل البيت لحاجته. وسنن ابن ماجه ١/٥٦٦ كتاب الصيام، باب في المعتكف يزور أهله في المسجد. ٣ سورة ق الآية: ٢٧.