الأسمى، منتضى مَشْهُور، قد سالمته أفلاك ودهور، وتجافت عَنهُ أَعْوَام وشهور. فَلهُ إِذا حذفت المعالم، وطمست للفخر المواسم، ظُهُور. وَلم تزل الْمُلُوك الْكِرَام تستدعيهم إِلَى صُدُور الْمجَالِس، وتزين عُقُود المحافل بدررهم النفايس، وتشركهم فِي المآكل والمشارب والملابس، وَتجْعَل توفيرهم إِلَى استخلاص ضماير الْمُسلمين ذَرِيعَة، وتقديمهم دينا، وتجلتهم شَرِيعَة، وتبرزهم فِي المحول، إِذا شكا النَّاس نازلهم وَجَهْدهمْ، وتستسقي بهم غيث السما، كَمَا استسقى عمر رَضِي الله عَنهُ بجهدهم، إِلَى أَن تَلا الدَّهْر سُورَة آل عمرَان، فياشد مَا أعجز، ووعد أَن يحيي بآيتها الْبَيِّنَة الشّرف، وآثار من [مضى من] ، وَالسَّلَف، فوفى وأنجز، فتوفرت رغبات الْأَعْلَام على التَّعَلُّق بعروتهم الوثقى، وسمت مِنْهُم الهمم إِلَى الْمحل، الأرقى، وتبادر الْفُضَلَاء والأعوان، ركضا، إِلَى المنافسة فِي قربهم وسبقا، ابْتِغَاء لما عِنْد الله، فَمَا عِنْد الله خير وَأبقى، واغتباطا بذرية رَسُوله، الَّذِي من ظفر بقربها أحرز الْفَخر حَقًا. أبقى الله أعلامهم سامية، وبركاتهم هامية، وآمال الْعلمَاء، وَرَثَة جدهم، إِلَى غَايَة مجدهم مترامية. وَإِن السَّيِّد الْفَقِيه الْجَلِيل، الْكَبِير الشهير الخطير، رييس الفئة العلمية العديدة الوافرة، وَصدر كتبتها الغانمة الظافرة، وجواد هَذِه الحلبة الْكَرِيمَة، وَفَارق هَذِه الديمة، تَاج المفرق، وفخر الْمغرب على الْمشرق، على الْحلَّة السيرا، وبركة الدولة الغرا، ممهد الأقاليم برماح الأقلام، وآسى الكلوم الرعيبة برقى الْكَلَام، وَعلم الْأَعْلَام، والمؤتمن على أسرار مُلُوك الْإِسْلَام، الَّذِي أَصبَحت مَدِينَة الْملك بيمن نقيبته، وَفضل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute