وقد تكون الصفة ذاتية فعلية باعتبارين كالكلام فإنه باعتبار أصله (١)
= عليها من صفات فعله ولا يكدر على ذلك كون الصفات الفعلية حادثة الآحاد لأن متعلق الدوام هو الجنس، ومتعلق الحدوث الأفراد ومعنى الحدوث كون كل فرد منها له ابتداء وانتهاء وإن كان جنس الصفة ليس له ابتداء وانتهاء وبذا يرتفع الإشكال ويبين الفرق بين صفات الذات وصفات الفعل ا. هـ وتنقسم الصفات الفعلية إلى: ١ - صفات فعل خبرية: وهي الصفات التي ثبتت بالدليل النقلي المحض (الكتاب والسنة) والتي لا يمكن الاهتداء إليها ومعرفتها بالعقل لولا ورود النص بها ولو لم يرد بها النص لما استطاع العقل أن يعرف عنها شيئاً لكنه مع ذلك لا ينفيها كالاستواء والنزول والمجيء والعجب والفرح. ٢ - صفات فعل عقلية: وهي الصفات التي يمكن للعقل إدراكها وورد النص بها ولو لم يأت النص بها لأدركها العقل كالخلق والإحياء والإماتة والرزق. ومن ناحية أخرى فإن أفعال الله تعالى تنقسم إلى قسمين:
١ - ما كان منها متعلقاً بالذات الإلهية، فهو أفعال لازمة كالتكلم والنزول والاستواء إلى السماء والاستواء على العرش ومجيء الله تعالى يوم القيامة ٢ - ما كان منها متعدياً إلى غيره كالخلق والرزق والإحياء والإماتة وأنواع التدبير الأخرى. (١) عرفنا أن المؤلف قد قسم صفة الفعل إلى:
جنس ... نوع ... آحاد أو أفراد وهو يشمل أنواعاً ... تكون حادثة أيضاً مثل فجنس الفعل أزلي ... نزول الله كل ليلة وآحاد الكلام والإرادة والخلق
ملاحظة: ينبغي التنبيه إلى أن الشيخ عبد العزيز السلمان في الكواشف الجلية ص٤٣٠ قد ذكر أن الاستواء والنزول والضحك والمجيء والفرح يقال لها قديمة النوع حادثة الآحاد فكيف نوفق بين هذا القول وبين قول الشيخ ابن عثيمين؟ ليس مراد الشيخ السلمان أن هذه الأفعال قديمة وإنما مراده أن جنس الفعل قديم وهذه حادثة فهو قد جعل النوع جنساً وتقسيم الشيخ ابن عثيمين أفضل إلا أنهما متفقان على أن هذه الأفعال حادثة.