- فالثبوتية: ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وكلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه كالحياة والعلم والقدرة والاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا والوجه واليدين ونحو ذلك (١) .
- فيجب إثباتها لله تعالى حقيقة (٢) على الوجه اللائق به بدليل السمع والعقل.
- أما السمع: فمنه قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً}(٣)
[النساء: ١٣٦] فالإيمان بالله يتضمن الإيمان بصفاته، والإيمان بالكتاب الذي نزل على رسوله يتضمن الإيمان بكل ما جاء فيه من صفات الله، وكون محمد صلى الله عليه وسلم رسوله يتضمن الإيمان بكل ما أخبر به عن مرسله وهو الله
(١) جمع المؤلف في الأمثلة بين الصفات الذاتية والصفات الفعلية. (٢) أراد المؤلف بكلمة الحقيقة تأكيد إثبات الصفة لله ونفي التأويل الذي يقول به أهل التعطيل ولم يرد بذلك إن حقيقة اليد للجارحة فتكون يد الله فيها لحم وعظم وعصب كما يزعم أهل الباطل بل إن المتكلمين أنفسهم عبروا بهذه الكلمة في الصفات التي أثبتوها كما ذكر الباقلاني في الإنصاف ص ٣٦ والجويني في الإرشاد ص٧٩ ولشيخ الإسلام بحث موعب في الفتاوى (٦/٣٥١) ومواطن أخرى من كتابه. (٣) الشاهد من الآية أن الله أمر بـ:
أ - الإيمان به وهو يتضمن الإيمان بصفاته. ب - الإيمان بكتبه وهو يتضمن الإيمان بكل ما جاء فيه من الصفات. ت - الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وهو يتضمن الإيمان بالصفات التي أخبرنا بها.