وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله، إنا كنا بشر، فجاء الله بخير، فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال:«نعم»، قلت: هل وراء ذلك الشر خير؟ قال:«نعم»، قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟ قال:«نعم»، قلت: كيف؟ قال:«يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس، قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله، إن أدركت ذلك؟ قال: «تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع»(٢).
وعن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: كنا إذا بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على السمع والطاعة، يقول لنا:«فيما استطعتم»(٣).
وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال:«إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع، وإن كان عبدا مجدع الأطراف»(٤).
وقال ابن مسعود -رضي الله عنه- في خطبته:«أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة؛ فإنها حبل الذي أمر به، وما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة»(٥).
قال أبو عمر الداني -رحمه الله-: وواجب الانقياد للأئمة، والسمع والطاعة لهم في العسر، واليسر،
(١) رواه البخاري في كتاب الفتن، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «سترون بعدي أمورا تنكرونها»، ح (٧٠٥٦)، (٩/ ٤٧)، ومسلم في كتاب الإمارة، باب: وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، وتحريمها في المعصية، ح (١٧٠٩)، (٣/ ١٤٧٠). (٢) رواه مسلم في كتاب الإمارة، باب الأمر بلزوم الجماعة عند ظهور الفتن، ح (١٨٤٧)، (٣/ ١٤٧٦). (٣) رواه البخاري في كتاب الأحكام، باب: كيف يبايع الإمام الناس، ح (٧٢٠٢)، (٩/ ٧٧)، ومسلم في كتاب الإمارة باب البيعة على السمع والطاعة فيما استطاع، ح (١٨٦٧)، (٣/ ١٤٩٠). (٤) رواه مسلم في كتاب الإمارة، باب: وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، وتحريمها في المعصية، ح (١٨٣٧)، (٣/ ١٤٦٧). (٥) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، ح (٣٧٣٣٧)، (٧/ ٤٧٤)، والآجري في الشريعة، ح (١٧)، (١/ ٢٩٨)، والطبراني في الكبير، ح (٨٩٧١)، (٩/ ١٩٨)، والحاكم في المستدرك، ح (٨٦٦٣)، (٤/ ٥٩٨)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة، ح (١٥٩)، (١/ ١٢١)، وقال الحاكم في المستدرك: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.