فكتب الله لهم ثواب الظمأ والنصب والسير والتعب، وإن لم يكن مقصودًا منهم، ولكنه حصل تبعًا للجهاد الذي فرضه الله عليهم، فالجهاد مقصد والسير إليه وسيلة، فجعلت الوسيلة عبادة يثاب عليها العبد تبعًا لمقصدها.
وعليه، فمن قصده طاعة الله كان قيامه، وقعوده، ومشيته، وحركته، وسكونه، وجميع ما يتوصل به إلى الطاعة كلها حسنات مكتوبة عند الله، وكذا القول في طرف المعصية؛ فما أعظم بركة الطاعة، وما أعظم شؤم المعصية (٣).
(١) انظر: الفروق، للقرافي (٢/ ٥٩). (٢) انظر: قاعدة سد الذرائع (ص ٩٦٣) (المبحث الأول/ الفصل الثالث من الباب الثاني). (٣) انظر: التفسير الكبير للرازي (١٦/ ١٧٨).