وكان الحسن البصري يقول:"شرُّ داء خالط قلبًا" يعني: الهوى (١).
وقال حذيفة بن اليمان وكان من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اتقوا الله معاشر القراء، خذوا طريق من كان قبلكم، والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقًا بعيدًا ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالًا بعيدًا، أو قال: مبينًا (٢).
وإنما تركت ذكر الأسانيد لما تقدم من اليمين (٣) التي قد حلفت بها مما قد علمه أمير المؤمنين لولا ذلك ذكرتها بأسانيدها.
وقد قال الله جل ثناؤه:{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}[التوبة: ٦] وقال: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}
(١) أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (١/ ١٣٨)، وأبو نعيم في الحلية (٩/ ٢١٨). (٢) أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب الاقتداء بسنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ح ٧٢٨٢)، ومحمد بن نصر المروزي في السنة (برقم ٨٨). (٣) قال ابن المنادي: امتنع أحمد من التحديث قبل أن يموت بثمان سنين، أو أقل أو أكثر، وذلك: أن المتوكل وجه يقرأ عليه السلام، ويسأله أن يجعل المعتز في حجره، ويعلمه العلم، فقال للرسول: اقرأ على أمير المؤمنين السلام، وأعلمه أن عليَّ يمينا: أني لا أتم حديثا حتى أموت، وقد كان أعفاني مما أكره، وهذا مما أكره. طبقات الحنابلة (١/ ٢٧).