دلت هذه النصوص الشرعية الشريفة المنيفة على قضيتين:
الأولى: ما نبه عليه بعض أهل العلم والفضل: من أن الإشارة إلى اليوم الآخر في هذه النصوص، متضمن للإيمان بالأنبياء والكتب.
قال الإمام ابن عطية:" وفي الإيمان باليوم الآخر اندرج الإيمان بالرسل والكتب، ومنه يتفهم، لأن البعث لم يعلم إلا بإخبار رسل الله عنه تبارك وتعالى "(٤)، وقال أيضا:" وفي الإيمان باليوم الآخر إيمان بالأنبياء، لأنه من جائزات العقل التي أثبتها السمع من الأنبياء "(٥). وكذا أشار إلى هذا المعنى الإمام أبو حيان فقال:" وقد اندرج في الإيمان باليوم الآخر، الإيمان بالرسل؛ إذ البعث لا يُعرف إلا من جهة الرسل "(٦).
(١) أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب حد المرأة على غير زوجها ح (١٢٨٠)،، وأخرجه مسلم في كتاب الطلاق، باب وجوب الإحداد في عدة الوفاة ح (١٤٨٦). (٢) أخرجه البخاري في كتاب البر والصلة، باب من كان يُؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُؤذ جاره ح (٦٠١٨)، وأخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان، باب الحث على إكرام الجار والضيف ح (٤٧). (٣) أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار من الإيمان ح (٧٦). (٤) ابن عطية: المحرر الوجيز: (١/ ١٥٨). (٥) ابن عطية: المحرر الوجيز: (١/ ١٥٨). (٦) أبو حيان: البحر المحيط: (١/ ٣١٢ - ٣٩١).