يقول الإمام ابن القيم:" وهذا لأن المعاد إنما يعلمه عامة الناس بأخبار الأنبياء "(١)، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - أكد إخباره عن البعث والمعاد باليمين، فهو تهديدٌ له وقعٌ في القلب، فكأنه قيل لهم: ما تنكرونه كائن لا محاله (٢).
ب الإخبار المؤكد لقيام الساعة وإتيانها:
يقول المولى سبحانه وتعالى:{وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ}[الحجر:٨٥]، فهي مؤكدة بـ {وَإِنَّ}(إن) واللام (٣)، وفيه " إشارة إلى حتمية الحساب والجزاء "(٤)" فإن ساعة إنفاذ الحق آتية لا محالة، فلا يريبك ما تراه من سلامة مكذبيك وإمهالهم "(٥).
يقول الشيخ الأمين الشنقيطي:" ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة، أن الساعة آتية، وأكد ذلك بحرف التوكيد الذي هو {وَإِنَّ}(إن) وبلام الابتداء ... وذلك يدل على أمرين: أحدهما: إتيان الساعة لا محالة، والثاني: أن إتيانها أنكره الكفار؛ لأن تعدد التوكيد يدل على إنكار الخبر "(٦).
والآيات الدالة على إتيان الساعة، وأنها كائنة وواقعة لا محالة كثيرة في القرآن الكريم، منها قوله تعالى:
(١) ابن القيم: التبيان في أقسام القرآن، دار المعرفة - بيروت، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها، ص (١١٣). (٢) النسفي: مدارك التنزيل (٣/ ٤٩٢)، ابن كثير: تفسير القران العظيم ت: سامي سلامة (٤/ ٢٧٤). (٣) الأشقر: القيامة الكبرى، دار النفائس - الأردن، ط ٦ - ١٤١٥ هـ، ص (٧٣). (٤) عبدالكريم الخطيب: التفسير القرآني للقرآن، (٧/ ٢٥٩). (٥) ابن عاشور: التحرير والتنوير، الدار التونسية للنشر - تونس، ١٩٨٤ م، (١٤/ ٧٦). (٦) الأمين الشنقيطي: أضواء البيان، دار الفكر - بيروت، ١٤١٥ هـ، (٢/ ٣١٣).