علا: تمييز أو حال؛ أي: عم علاه أو عاليا وفاعل عم لا يعقلون، وخطابا أيضا حال؛ أي: مخاطبا وذا خطاب، ويجوز أن يكون خطابا تمييز على قولنا: إن علا حال ونيطلا أيضا تمييز؛ أي: نصيبا، وقال الشيخ: هو مفعول من أجله؛ أي: عطاء؛ لأنه يستعمل في العطاء وأصله للدلو ثم استعير للنصب كما قال تعالى:{ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ} ١.
والغيبة والخطاب في ذلك ظاهران، ولفظه في السور الثلاث:{أَفَلا تَعْقِلُونَ} .
وبعده في الأنعام:{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ} ٢.
وفي الأعراف وهي المراد بقوله: وتحتها؛ أي: تحت هذه السورة بعده: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ} ٣.
وبعده في يوسف:{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} ٤.
الخطاب في الثلاث لعم علا، وتابعهم أبو بكر في يوسف والذي في يس لابن ذكوان ونافع وذلك قوله:
يعني: الذي بعده: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ} ٥، وبقي موضع آخر في القصص ذكره في سورته:{وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ} ٦.
الخطاب فيه لغير أبي عمرو وأما:"فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ"٧ فالتخفيف فيه والتشديد من باب واحد: أكذَبَ وكذَّبَ مثل: أنزل ونزل، وتأولا تمييز ورحبا حال من الضمير في أتي العائد على يكذبونك أو مفعول به؛ أي: صادف مكانا رحبا من صدور قرائه لقبولهم له،
١ سورة الذاريات، آية: ٥٩. ٢ سورة الأنعام، آية: ٣٣. ٣ سورة الأعراف، آية: ١٧٠. ٤ سورة يوسف، آية: ١١٠. ٥ سورة يس، آية: ٦٩. ٦ آية: ٦٠. ٧ سورة الأنعام، آية: ٣٣.