الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أتاه وقد يطلب منه أن يبين لهم كيفية الصلاة يقول لهم:"صلوا معنا"، وكان يصعد على المنبر حين بني له، ويصلي عليه ويقول:"فعلت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي"(١)، وبهذا تطرد الشيطان عنك.
٨ - أن ذكر الله تعالى عند المنافقين قليل، وقلنا: إن الذكر يكون بالقلب واللسان والجوارح، فهم {لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}، حتى بالجوارح الظاهرة التي يراها الناس لا يذكرون الله إلا قليلًا.
٩ - أنك إذا رأيت في نفسك قلة في ذكر الله، فإن فيك شبهًا بالمنافقين، ولهذا وصف الله المؤمنين أولي الألباب بأنهم: {لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (١٩٠) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} [آل عمران: ١٩٠، ١٩١] وما يضرك إذا ذكرت الله؟ فليس هناك عضو كاللسان في عدم التعب، فإذا كان كذلك فأكثر من ذكر الله.
وجاء في الحديث: أن رجلًا قال: يا رسول الله! إن شرائع الإِسلام قد كثرت عليَّ، - يعني: وقد كبرت - فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام:"لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله"(٢) يعني: أدم ذكر الله.
١٠ - أن المنافقين يذكرون الله، ولكن ذكرهم قليل.
* * *
(١) أخرجه مسلم في صحيحه, كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب جواز الخطوة والخطوتين في الصلاة برقم (٥٤٤) عن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه -. (٢) رواه الترمذي، كتاب الدعوات، باب فضل الذكر، حديث رقم (٣٣٧٥)؛ وابن ماجه، كتاب الأدب، باب فضل الذكر، حديث رقم (٣٧٩٣)؛ وأحمد (٤/ ١٨٨)؛ وابن حبان (٣/ ٩٦) (٨١٤) عن عبد الله بن بسر.