{يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} بقول: (يدخلون فيه بسرعة) تضمن المسارعة والدخول في الشيء.
وقوله:{فِي الْكُفْرِ} أصل الكفر في اللغة: الستر، ومنه الكُفُرَّى وهو وعاء طلع النخل وهو معروف لدى الجميع. أما في الاصطلاح فإنه جَحْدُ ما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - أو جحد بعضه أو ترك ما يستلزم الكفر بتركه مثل الصلاة، فتركها كفر وإن لم يجحد وجوبها.
{إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا}:
الجملة هنا محلها مما قبلها تعليل، أي: مهما سارعوا في الكفر فإنهم لن يضروا الله شيئًا.
وقوله:{لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا} أي: لن يلحقوا الضرر به جل وعلا وتقدس عن أن ينال بضرر، وفي الحديث القدسي الذي أخرجه مسلم من حديث أبي ذر - رضي الله عنه - أن الله تعالى قال:"يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني"(١).
وقوله:{شَيْئًا} نكرة في سياق النفي، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم، أي: لن يضروا الله أي شيء في ذاته ولا في ملكه ولا في أسمائه وصفاته ولا في غير ذلك، وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي الذي أشرنا إليه آنفًا:"يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئًا"(٢).