وَهَذِه الْقِصَّة تدل على قُوَّة التربية النَّبَوِيَّة لمجتمع الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم فها هم رَضِي الله عَنْهُم يتفاعلون مَعَ هَذِه الْقِصَّة فيلتزمون أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِعَدَمِ الحَدِيث مَعَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة حَتَّى إِن قريب كَعْب بن مَالك لم يرد السَّلَام عَلَيْهِ وَلم يُجِبه إِلَّا لما ألحَّ عَلَيْهِ بقوله: الله أعلم. ثمَّ لما نزلت تَوْبَة الله على الثَّلَاثَة وَأخْبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بذلك فَرح الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم وَاسْتَبْشَرُوا وتسابقوا لبشارة الثَّلَاثَة وهنئوهم بِصُورَة رائعة تدل على تراحم الْمُجْتَمع الْمُسلم وتآلفه.
(١) فتح الْبَارِي (٨/١٢٣) . (٢) أخرجه أَحْمد فِي الْمسند (٤/٨٧) من حَدِيث عبد الله بن مُغفل. قَالَ الهيثمي: وَرِجَاله رجال الصَّحِيح. وَله شَاهد من حَدِيث عمار بن يَاسر عزاهُ الهيثمي للطبراني وَقَالَ: إِسْنَاده جيد (مجمع الزَّوَائِد ١٠/١٩١ - ١٩٢) .