وَعرف النَّاس الْحق فِي كَلَام ضمام ودعوته، فآمنوا بِمَا آمن بِهِ ودخلوا جَمِيعًا فِي دين الله، قَالَ الرَّاوِي: فوَاللَّه مَا أَمْسَى فِي الْيَوْم فِي حاضره رجل وَلَا امْرَأَة إِلَّا مُسلما٤.
قَالَ ابْن عَبَّاس: فَمَا سمعنَا بوافد قوم أفضل من ضمام بن ثَعْلَبَة٥.
٣- جَعْفَر بن أبي طَالب: وَكَانَ جَعْفَر - رَضِي الله عَنهُ - نَسِيج وَحده، تفرد بخصائص لم يُشَارِكهُ فِيهَا أحد، فقد كَانَ مقدم أَصْحَاب رَسُول الله بَين يَدي النَّجَاشِيّ، والمتصدي لأعداء الله حِين حاولوا إغراء النَّجَاشِيّ بطردهم من بِلَاده، واستطاع جَعْفَر بعقله الرَّاجِح، وأسلوبه الفريد، وحجته الْبَالِغَة أَن يستحوذ على قلب النَّجَاشِيّ، ويستميله إِلَى صُفُوف الْمُسلمين كَمَا تمكن من أَن يَأْخُذ مِنْهُ أَمَانًا لَهُ ولأصحاب رَسُول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - فأقاموا فِي الْحَبَشَة على خير مَا يحبونَ.
علمت قُرَيْش بِطيب مقَام الْمُهَاجِرين، وغاظها مَا صَارُوا إِلَيْهِ من الْأَمْن والاطمئنان، فدبروا أَمرهم ليكيدوا الْمُهَاجِرين الفارين بدينهم إِلَى حَيْثُ يطمئنون على عقيدتهم، ويتمكنون من عبَادَة رَبهم.