ولأجل هذا المعنى قال عبد الله بن عمرو لأهله لما ذبحوا له شاة: أهديتم لجارنا اليهودي؟ أهديتم لجارنا اليهودي؟ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:«ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه»(٢).
وكما قبِل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - هدايا بعض المشركين من أهل الكتاب؛ فإنه رد هدايا غيرهم؛ حين رأى ما يستوجب ردها، يقول: عِياض بنُ حمار: أهديت للنبي - صلى الله عليه وسلم - ناقة فقال:«أسلمتَ» فقلتُ: لا. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إني نُهيت عن زبْد المشركين»(٣) أي هداياهم وعطاياهم.
قال النووي: "قبِل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ممن طمع في إسلامه وتأليفه لمصلحةٍ يرجوها للمسلمين، وكافأ بعضهم، وردَّ هديةَ من لم
(١) أخرجه أحمد ح (١٥٦٧٩). (٢) أخرجه البخاري ح (٦٠١٥)، ومسلم ح (٢٦٢٤). (٣) أخرجه أبو داود ح (٣٠٥٧).