قلت: وَقد سَاق الإِمَام الْعَلامَة الْحَافِظ شيخ الْإِسْلَام عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ الْمُتَوفَّى سنة ٢٨٠ هجري إِسْنَاده فِي كِتَابه البارع النافع الْمُفِيد: (الرَّد على الْجَهْمِية) هَكَذَا فِي قتل هَذَا الزنديق: حَدثنَا الْقَاسِم بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حبيب بن أبي حبيب عَن أَبِيه عَن جده حبيب بن أبي حبيب قَالَ: "خَطَبنَا خَالِد بن عبد الله القسي يَوْم الْعِيد الْأَضْحَى فَقَالَ: أَيهَا النَّاس ارْجعُوا فضحوا تقبل الله منا ومنكم فَإِنِّي مضح بالجعد بن دِرْهَم أَنه زعم أَن الله تبَارك وَتَعَالَى لم يتَّخذ إِبْرَاهِيم خَلِيلًا وَلم يكلم مُوسَى تكليما سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُول الْجَعْد بن دِرْهَم علوا كثيرا ثمَّ نزله فذبحه.
ثمَّ سَاق إِسْنَاد آخر بقوله: حَدثنَا هِشَام بن مَنْصُور الْبَغْدَادِيّ المكفوف ثَنَا أَحْمد بن سُلَيْمَان الْبَاهِلِيّ ثَنَا خلف بن خَليفَة الْأَشْجَعِيّ قَالَ: "أُتِي خَالِد بن عبد القسي بِرَجُل قد عَارض الْقُرْآن فَقَالَ: قَالَ الله فِي كِتَابه: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} . وَقلت أَنا: مَا هُوَ أحسن مِنْهُ إِنَّا أعطيناك الْجمَاهِر فصل لِرَبِّك وجاهر وَلَا تُطِع كل سافه وَكَافِر، فَضرب خَالِد عُنُقه وصلبه فَمر بِهِ خلف بن خَليفَة وَهُوَ مصلوب