على أني أراك أيها الخصم مذبذبا./ تارة فيلسوفا صلفا «١». وتارة مشرعا جلفا «٢» فأراك كما قال بعضهم لامرأته:/
إني رأيتك في الهوى ذواقة لا تصبرين على طعام واحد «٣» قال:" وانظر أيضا إلى قوله في سورة الرحمن يصف نساء الجنة، الحور العين: ... لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ ولا جَانٌّ (٥٦)«٤» قال ابن عطية في التفسير:
" قال مجاهد «٥»: الجن قد تجامع نساء البشر مع أزواجهن، إذا لم يذكر الزوج،
(١) صلفا: الصلف: مجاوزة القدر في الظّرف والبراعة والادعاء فوق ذلك تكبرا. وهي آفة وغلو مع تكبر. [انظر لسان العرب ٩/ ١٩٦]. (٢) الجلف: الرجل الجافي في خلقه وخلقه، شبه بجلف الشاة: أي أن جوفة هواء لا عقل فيه. [انظر لسان العرب ٩/ ٣١، وإكمال الإعلام بتثليث الكلام ١/ ١١٨]. (٣) لم أعرف قائل هذا البيت. مع كثرة البحث عنه فيما استطعت الاطلاع عليه من المراجع. (٤) سورة الرحمن، آية: ٥٦. (٥) مجاهد بن جبر شيخ القراء والمفسرين، أبو الحجاج المكي الأسود المخزومي. أكثر ما أخذ عن ابن عباس- رضي الله عنهما-، وقد روى عنه قال:" عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة" وفي رواية: ثلاث عرضات أقفه عند كل آية، أسأله فيم نزلت، وكيف كانت". ولد مجاهد في خلافة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- سنة إحدى وعشرين من الهجرة، وشهد وفاة عمر بن عبد العزيز كان يحمد الله- عز وجل- أن منعه من الانحراف إلى الرفض والقدر أو التجهم ويقول:" ما أدري أي النعمتين أعظم، أن هداني للإسلام، أو عافاني من هذه الأهواء». والأشهر أنه توفي سنة أربع ومائة من الهجرة. [انظر سير أعلام النبلاء ٤/ ٤٤٩ - ٤٥٧، والتفسير والمفسرون ١/ ١٠٤].