[٤] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: غَزَوْنَا الْبَحْرَ مع مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه، فَانْضَمَّ مَرْكَبُنَا إِلَى مَرْكَبٍ فِيهِ أَبُو أَيُّوبَ رضي الله عنه، فَلَمَّا حَضَرَ غَذاؤُنَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِ فَأَتَانَا فَقَالَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: وَكَانَ مَعَنَا رَجُلٌ مَزَّاحٌ، فكَانَ يَقُولُ لِصَاحِبِ طَعَامِنَا: يَا فُلَانُ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا وشرًّا، فَإِذَا أَكْثَرَ عَلَيْهِ جَعَلَ يَغْضَبُه وَيَشْتُمَهُ، فَقَالَ الْمَزَّاحُ: ما تقول أَبَا أَيُّوبَ (١) إِذَا أَنَا قُلْتُ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا وَشرًّا فَشَتَمَنِي؟ فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: أقْلِتْ لَهُ (٢)؟ فَإِنَّا كُنَّا (٣) نَقُولُ: مَنْ لَمْ يُصْلِحْهُ الْخَيْرُ، أَصْلَحَهُ الشَّرُّ، فَقَالَ الْمَزَّاحُ لِلرَّجُلِ: جَزَاكَ اللَّهُ شَرًّا وَعَرًّا، فَضَحِكَ وَرَضِيَ وَقَالَ: لَا تَدَعَنَّ (٤) بَطَالَتَكَ عَلَى حَالٍ، فَقَالَ الْمَزَّاحُ: جَزَا اللَّهُ أَبَا أَيُّوبَ خَيْرًا قَدْ قَالَ لِي.
(١) كتبت في (عم): "يا أبا أيوب".(٢) تصحفت في (حس) إلى "إذا أنا قلت له".(٣) تصفحت في (حس) إلى "فإنا اكوكنا".(٤) تصفحت في (حس) إلى "لا يدعن".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute