الذين أوتوا العلم على الذين آمنوا درجات، فمن جمع بين الإيمان والعلم رفعه الله بإيمانه درجات، ثم رفعه بعلمه درجات (١).
ولاشك أن ذلك من فضل الله وإحسانه ومنه وعطائه {ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَّشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}(٢).
ولاختلاف تلك المنازل والدرجات فإن الله عز وجل نفى التسوية بين أهل العلم والعوام، فقال عز من قائل عليماً:{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ}(٣).
وعن المنزلة الرفيعة والمكانة العلية لأئمة الهدى ومصابيح الدجى قال ابن عباس رضي الله عنه: للعلماء درجات فوق المؤمنين بسبعمائة درجة، ما بين الدرجتين مسيرة خمسمائة عام (٤).
وقدم جل وعلا العلم قبل العمل؛ لأن العلم هو الدليل الذي يهدي إلى المراد، فقال تبارك وتعالى:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}(٥).
وروي عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى:{نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ}(٦)، قال: بالعلم؛ لأن الله لم يأمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - بطلب الازدياد من شيء إلا من العلم (٧).
(١) فتح القدير ٥/ ٢٣٢. (٢) سورة الحديد، الآية: ٢١. (٣) سورة الزمر، الآية: ٩. (٤) الإحياء ١/ ١٥. (٥) سورة محمد، الآية: ١٩. (٦) سورة الأنعام، الآية: ٣٨. (٧) فتح الباري ١/ ١٤١.