أي إنما أعبد خالق الأشياء ومخترعها ومقدّرها ومدبّرها الذي بيده ملكوت كل شيء، وخالق كل شيء وربه ومليكه وإلهه.
قال القرطبي (٢): [أي قصدت بعبادتي وتوحيدي الله عز وجل وحده، وذَكَرَ الوجه لأنه أظهر ما يعرف به الإنسان صاحبه].
ثم تؤكد هذه الحقيقة بنفي الشرك عنك فتقول:(وما أنا من المشركين).
هذه الجملة (وجّهت وجهي) تدل على التوجه لعبادة الله وإفراده بها، وقد ورد هذا المعنى في مواضع من كتاب الله؛ فمن ذلك قوله:{وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}[الأعراف: ٢٩]، معناه: أخلصوا العبادة له في الصلاة. ومن ذلك
(١) تفسير ابن كثير ٣/ ٢٨٦ ط الشعب. (٢) تفسير القرطبي ٧/ ٢٨.