وقرأ مجاهد وابن محيصن بإسكان اللام. وفيها وجهان: أحدهما: أنه يُحتمل أَنْ تكونَ هذه القراءةُ مخففةً مِنْ ضم العين فيكون فيها ما تقدَّم. والثاني: أنه سكونُ أصلٍ من باب اسمِ الجنس نحو: بُسْرة وبُسْرة مِنْ غير إتباع" (١).
• (النُّجُمِ)(٢): قراءة في: {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}(٣).
ذكر الزبيدي أن النَّجْمَ يجمع على أَنْجُمٍ وأَنْجَامٍ ونُجُومٍ، ونُجُمٍ بضمتين وهو قليل، كَسَقْفٍ وسُقُفٍ، واستدل على ورود " نُجُمٍ " بقراءة الحسن: {وَبِالنُّجُمِ}.
وذَهَبَ ابنُ جِنِّي إلى أَنَّه جَمَعَ (فَعْلاً) على (فُعْل) ثُمَّ ثَقَّلَ، وقد يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَذَفَ الوَاوَ تَخْفِيفاً (٥). قال شَيخُنا: وضَبَطَه بِعضٌ بِضمٍّ فَسُكُون (٦)، وجَزَمَ قَومٌ بِأَنَّه مَقْصُورٌ مِنْ نُجُومٍ (٧). [التاج: نجم].
وقال السمين:" فأمَّا قراءةُ الضمتين ففيها تخريجان، أظهرُهما: أنها جمعٌ صريحٌ لأنَّ فَعْلاً يُجْمع على فُعُل نحو: سَقْف وسُقُف، ورَهْن ورُهُن. والثاني: أنَّ أصلَه النجومُ، وفَعْل يُجمع على فُعُول نحو: فَلْس وفُلُوس، ثم خُفِّف بحَذْفِ الواوِ كما قالوا: أَسَد وأُسُود وأُسُد. قال أبو البقاء:"وقالوا في خِيام: خِيَم، يعني أنه نظيرُه، من حيث حَذَفوا منه حرفَ المدِّ "(٨). وقال ابنُ عصفور: إن قولهم النُّجُم مِنْ ضرورة الشعر ... وأمَّا قراءةُ الضمِّ والسكونِ ففيها وجهان، أحدهما: أنها
(١) الدر المصون: ٨/ ٣٧٣. (٢) هي قراءة الحسن، انظر: الكشاف: ٢/ ٥٩٩، والمحرر الوجيز: ١/ ١٥٣، وجامع الأحكام للقرطبي: ١٠/ ٩١، والبحر المحيط: ٥/ ٤٨٠، والإتحاف: ٤٩٤، ومعجم القراءات للخطيب: ٤/ ٦٠٦. (٣) النحل: ١٦. (٤) انظر: نضرة الإغريض في نصرة القريض للمظفر بن الفضل: ٤٧، وسر صناعة الإعراب لابن جني: ٢/ ٦٣٢، والسان (نجم)، وجامع الأحكام للقرطبي: ١٠/ ٩١، ولم يذكروا له قائلا. (٥) المحتسب: ٢/ ٨، وسر صناعة الإعراب: ٢/ ٦٣٢. (٦) انظر الكشاف: ٢/ ٥٩٩. (٧) ابن عصفور في شرح المفصل: ٤/ ١٢٠. (٨) التبيان: ٢/ ٧٩.