عاشرًا: أنَّ جبريل أرسلَ لها السَّلامَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا: «"يَا عَائِشَ (٢)، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلاَمَ"، فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، تَرَى مَا لاَ أَرَى تُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -» (٣).
الحادي عشر:"أنها أول من بدأها النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بالتخيير عند نزول آية التخيير وهي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيّ قُلْ لأزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً - وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا}(٤).
وقَرَنَ ذلك بموافقة أبويها فاختارت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تستشيرهما فاستن بها بقية أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، فعن عَائِشَة رضي الله عنها قالت: «لَمَّا أُمِرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِتَخْيِيرِ أَزْوَاجِهِ، بَدَأَ بِي، فَقَالَ: "إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا، فَلا عَلَيْكِ أَنْ لا تَعْجَلِي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي (٥) أَبَوَيْكِ"، قَالَتْ: قَدْ عَلِمَ أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا لِيَأْمُرَانِي بِفِرَاقِهِ، قَالَتْ: ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيّ قُلْ لأزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ
(١) سبق تخريجه. (٢) عَائِشَ: منادى مرخم ويجوز فتح الشين وضمها. ينظر: فتح الباري ٧/ ١٠٧. (٣) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب فضل عَائِشَة رضي الله عنها ٥/ ٢٩، رقم (٣٧٦٨)، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة - رضي الله عنهم -، باب في فضل عَائِشَة رضي الله تعالى عنها ٤/ ١٨٩٦، رقم (٢٤٤٧). (٤) سورة الأحزاب، الآيتان:٢٨،٢٩. (٥) الاسْتِئْمَارُ: الْمُشَاورَة فِي فعل الشَّيْء أَو تَركه. ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر ١/ ٦٦، ولسان العرب ٤/ ٣٠.