وسئل الإمام أحمد بن حنبل (٢) رحمه الله عمن يشتم الصحابة فقال "أخشى عليه الكفر". ثم قال:"من شتم أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لا نأمن قد مرق من الدين" (٣).
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل (٤) رحمه الله: "سألت أبي عن رجل شتم رجلاً من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال: ما أراه على الإسلام" (٥).
قال أبو زرعة الرازي (٦) رحمه الله: "إِذا رَأَيْت الرجل ينتقص أحداً من أَصْحَاب
(١) الصواعق المحرقة ١/ ١٤٦. (٢) هو: أحمد بن محمد بن حنبل، أبو عبد الله، الذهلي الشيباني، المروزي ثم البغدادي، أحمد الأئمة الأربعة المتبوعين، وإمام المحدثين الناصر للدين، وَالمناضل عَنِ السنة، وَالصابر فِي المحنة، قال الشافعي: "خرجت من بغداد فما خلفت بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفقه من أحمد بن حنبل"، له مصنفات كثيرة منها: (المسند)، و (الزهد)، و (العلل) وغيرها، مات سنة (٢٤١هـ). ينظر في ترجمته: الطبقات الكبرى ٧/ ٢٥٣، والتاريخ الكبير ٢/ ٥، وتاريخ بغداد ٦/ ٩٠. (٣) ينظر: السنة للخلال ٣/ ٤٩٣. (٤) هو: عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال، أبو عبد الرحمن الشيباني، البغدادي، كان علمًا بالحديث تتلمذ على والده، ومن مصنفاته: (زوائده على مسند أبيه)، و (كتاب السنة) في العقيدة، مات سنة (٢٩٠هـ). ينظر: تاريخ بغداد ١١/ ١٢، وطبقات الحنابلة ١/ ١٨٠، وسير أعلام النبلاء ١٣/ ٥١٦. (٥) ينظر: السنة للخلال ٣/ ٤٩٣، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ٧/ ١٣٤١، والتمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان ص (١٧٥)، وتاريخ الإسلام ١٨/ ٨٩. (٦) هو: عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ المخزومي، أَبو زُرْعَة الرازيّ، أحد الأئمة المشهورين، والأعلام المذكورين، والحفاظ المتقنين، جالس الإمام أحمد بن حنبل، وقيل: كان يحفظ مائة ألف حديث، مات سنة (٢٦٤هـ). ينظر في ترجمته: المنتظم ١٢/ ١٩٣، وتاريخ الإسلام ٢٠/ ٨٣، وتاريخ بغداد ١٢/ ٣٣، وتهذيب =