وليعلم من ابتلى بفقد إِحْدَى بَنَاته أَن الرَّسُول –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- فقد جَمِيع ذُريَّته من الذُّكُور وَالْإِنَاث وَلم يبْق بعد وَفَاته إلاَّ فَاطِمَة الزهراء –رَضِي الله عَنْهَا- وهديه –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- فِي وَفَاة بَنَاته رَضِي الله عَنْهُن، أَنه كَانَ يحزن لوفاتهن وتذرف عَيناهُ الدمع على فراقهن، يَقُول أنس بن مَالك -رَضِي الله عَنهُ- فِي نبأ وَفَاة أم كُلْثُوم –رَضِي الله عَنْهَا–
"شَهِدنَا بِنْتا لرَسُول الله –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- قَالَ: وَرَسُول الله –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- جالسٌ على الْقَبْر، قَالَ فَرَأَيْت عَيْنَيْهِ تدمعان، وَقَالَ: "هَل مِنْكُم رجل لم يقارف٣ اللَّيْل؟ " قَالَ أَبُو طَلْحَة: " أَنا " قَالَ: " فانزِل " قَالَ: " فَنزل فِي قبرها "٤.
والدموع هَذِه لَيست دموع جزع وَسخط من قَضَاء الله وَقدره -وَالْعِيَاذ بِاللَّه- إِنَّمَا هِيَ دموع رَحْمَة وشفقة تذرف من عُيُون الرُّحَمَاء روى أُسَامَة بن زيد –رَضِي الله عَنهُ- قَالَ: "أرْسلت ابْنة النَّبِي –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- إِلَيْهِ: أَن ابْنا لي قبض، فأتنا، فَأرْسل يقرئ السَّلَام وَيَقُول:"إِن لله مَا أَخذ، وَله مَا أعْطى، وكل عِنْده بِأَجل مُسَمّى، فَلتَصْبِر ولتحتسب" فَأرْسلت إِلَيْهِ تقسم ليأتينها فَقَامَ وَمَعَهُ سعد بن عبَادَة، ومعاذ ابْن جبل، وَأبي