والعبد قد يعصي وأحلف أنني … ما كنت إلا سامعا ومطيعا
قولوا لمن أخذ الفؤاد مسلما … يمنن علي برده مصدوعا
ومن شعره رواه عنه الوليد بن بكر:
بحت بوجدي ولو عزا … من يكون من جلمد لباحا
أضعتم الرشد في محب … ليس يرى في الهوى جناحا
لم يستطع حمل ما يلاقي … فشق أثوابه وناحا
محير المقلتين قل لي … هل شربت مقلتاك راحا
نفسي فداء لمة وخد … أكملت الليل والصباحا
ومقلة أولعت بقتلي … قد صيرت لحظها سلاحا
وعقرب سلطت علينا … تملأ أكبادنا جراحا
ومن شعره في صاحب سرقسطة عبد الرحمن بن محمد التجيبي، وأجازه بثلاثمائة دينار (١):
قفوا تشهدوا بثي وإنكار لائمي … علي بكائي في الرسوم الطواسم
أيأمن أن يغدو حريق تنفسي … وإلا غريقا في الدموع السواجم
وما هي إلا فرقة تبعث الأسى … إذا نزلت بالناس أو بالبهائم
وله (٢):
قالوا اصطبر وهو شيء لست أعرفه … من ليس يعرف صبرا كيف يصطبر
أوصى الخلي بأن يغضني الملاحظ عن … غر الوجوه ففي إهمالها غرر
وفاتن الحسن قتال الهوى نظرت … عيني إليه فكان الموت والنظر
ثم انتصرت بعيني وهي قاتلتي … ماذا تريد بقتلي حين تنتصر
وقد كان المستنصر بالله سجنه مدة لكونه هجاه تعريضا في هذا البيت (٣):
يولي ويعزل في يومه … فلا ذا يتم ولا ذا يتم
(١) نفسه.
(٢) جذوة المقتبس (٨٧٨).
(٣) نفسه.