الله تعالى:{وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ - بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}[الروم: ٤ - ٥] فكانت قريش تحب ظهور فارس لأنهم وإياهم ليسوا بأهل كتاب ولا إيمان ببعث فلما أنزل الله تعالى هذه الآية خرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه يصيح في نواحي مكة: {الم - غُلِبَتِ الرُّومُ - فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ - فِي بِضْعِ سِنِينَ}[الروم: ١ - ٤] قال ناس من قريش لأبي بكر الصديق فذلك بيننا وبينكم زعم صاحبكم (١) أن الروم ستغلب فارسا في بضع سنين أفلا نراهنك على ذلك. . . إلخ.
وهكذا نرى أن الاهتمام بالحدث كان على أساس معيار القرب الفكري والعقدي بالنسبة للفئة المؤمنة والفئة الكافرة.
٢ - الولاء والبراء على أساس عقيدة التوحيد , وقد ظهر ذلك واضحا في خطبة الصفا عندما جمع الرسول صلى الله عليه وسلم قريشا فخص وعم فقال:«يا معشر قريش: أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم من الله ضرا ولا نفعا، يا معشر بني عبد مناف: أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا، يا معشر بني قصي: أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا، يا معشر بني عبد المطلب: أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا، يا فاطمة بنت محمد: أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لك ضرا ولا نفعا»(٢) .
٣ - الاهتمام بالإنسان عامة انطلاقا من مبدأ عالمية الإعلام الإسلامي، ويمكن إبراز هذا المعيار في المقوم المتصل بعالمية الإعلام الإسلامي.
٤ - الاهتمام بالمصلحة العامة الضرورية للأمة انطلاقا من الكليات
(١) أخرجه الترمذي، صحيح الترمذي بشرح ابن العربي المالكي، جـ١٢، (بيروت: دار الكتاب العربي، د. ت) ، ص: ٧٠، أبواب التفسير. (٢) انظر نص الخطبة، ص: ١٠، من هذه الدراسة.