ومن الناس من يصل أقاربه إن وصلوه، ويقطعهم إن قطعوه، وهذا- في الحقيقة- ليس بواصل، وإنما هو مكافئ للمعروف بمثله، وهذا حاصل للقريب وغيره؛ فإن المكافأة لا تختص بالقريب وحده (١) .
والواصل- حقيقة- هو الذي يصل قرابته لله، سواء وصلوه أم قطعوه؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:«ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطع رحمه وصلها»(٢) ومن مظاهر قطيعة الرحم أن تجد بعض الناس ممن آتاه الله علما ودعوة- يحرص على دعوة الأبعدين، ويغفل أو يتغافل عن دعوة الأقربين، وهذا لا ينبغي فالأقربون أولى بالمعروف، قال الله- عز وجل- لنبيه-عليه الصلاة والسلام-: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}[الشعراء: ٢١٤] ومن مظاهر القطيعة أن تجد بعض الأسر الكبيرة قد نبغ
(١) انظر: حقوق دعت إليها الفطرة وقررتها الشريعة، للشيخ محمد العثيمين ص١٢. وانظر: الأخلاق الإسلامية للشيخ عبد الرحمن الميداني ٢ / ٣٤. (٢) البخاري ١.