قال سبحانه:{وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا}[الأعراف: ٥٦](١) .
يقول ابن كثير (ت ٧٧٤ هـ) : " ينهى تعالى عن الإفساد في الأرض، وما أضره بعد الإصلاح، فإذا كانت الأمور ماشية على السداد ثم وقع الإفساد بعد ذلك كان آخر ما يكون على العباد. . . "(٢) .
يقول الشيخ الطاهر بن عاشور (ت ١٣٩٣ هـ) : " وفي الآية إشعار بأن الفساد في الأرض وقطيعة الأرحام من شعار أهل الكفر، فهما جرمان كبيران يجب على المؤمنين اجتنابهما "(٦) .
وهكذا يظهر أن الفساد جريمة اجتماعية تجب محاربتها وذلك أن من أهم مقاصد التشريع - كما يقول ابن عاشور -: " حفظ نظام العالم، واستدامة صلاحه بصلاح المهيمن عليه، وهو نوع الإنسان، ويشمل صلاحه صلاح عقله
(١) الأعراف: ٥٦، ٨٥. (٢) تفسير القرآن العظيم ٢ / ٢٣١. (٣) البقرة: ٢٠٤ - ٢٠٥. (٤) الجامع لأحكام القرآن ٣ / ١٨. (٥) محمد: ٢٢، ٢٣. (٦) التحرير والتنوير ٢٦، ١١٣ بتصرف يسير.