وقد جاء ذلك في سياق صفات عباد الرحمن وسماتهم المتميزة وما أعد الله لهم من نعيم {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا - خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا}[الفرقان: ٧٥ - ٧٦](٢) .
وخذ في مقام الترهيب قوله سبحانه:. . {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}[الأعراف: ٣١](٣) .
وإذا كان لا يحب المسرفين، ففي ذلك نذارة لهم وتخويف، وتحذير.
وأبلغ ترهيبا من ذلك قوله تعالى في حق المبذرين:{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}[الإسراء: ٢٧](٤) وقوله:. . {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ}[غافر: ٢٨](٥) .
وسياق الترهيب واضح.
وأما السنة النبوية فهي كذلك ذات صبغة ترغيبية وترهيبية أيضا وإن اختلفت صيغتها وكمها عن القرآن.
ففي مقام الترغيب نجد مثل قوله صلى الله عليه وسلم:«المؤمن يأكل في معى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء»(٦) .
قيل في معنى الحديث:" هو مثل ضرب للمؤمن وزهده في الدنيا والكافر وحرصه عليها، فكأن المؤمن لتقلله من الدنيا يأكل في معى واحد، والكافر لشدة رغبته فيها واستكثاره منها يأكل في سبعة أمعاء "(٧) .