وذلك كان منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، فقد صنعهم على عينه عليه الصلاة والسلام، حتى أصبحوا ما بين صديق وشهيد وصالح، فكانوا خير أصحاب لخير نبي، وتلقوا الدين والوحي عن رغبة وطواعية، فانقادوا واستجابوا، واستحقوا الثناء من الله تعالى.
«ويمر على سعد وهو يتوضأ - فيرى منه إسرافا - في استعمال الماء، فيقول: " ما هذا السرف يا سعد؟ قال سعد: أفي الوضوء سرف؟ فقال صلى الله عليه وسلم: نعم، وإن كنت على نهر جار»(٥) وورد أنه عليه الصلاة والسلام لما رأى عدم استقامة المعايير في تقويم الرجال، وأن بعض الناس قد يحتفي بالمترف دون الضعيف قام خطيبا فقال:«ما بال أقوام يشرفون المترفين ويستخفون بالعابدين ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم. . .»(٦) الحديث.
(١) آخر سورة الفتح. (٢) رواه الإمام أحمد في المسند: ١ / ٢١٥، قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح. انظر: المسند بتحقيقه، ٥ / ٨٥. (٣) أي طريقا معتدلا. (٤) رواه أحمد في المسند: ٤ / ٤٢٢، والحاكم في المستدرك: ١ / ٣١٢، وقال: صحيح الإسناد، وأقره الذهبي. (٥) رواه أحمد في المسند: ٢ / ٢٢١ وابن ماجه في سننه، ك: الطهارة الباب ٤٨، ويراجع: ص٩ مما سبق. (٦) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: ٦ / ٣١٣.