والترمذي (١) وابن خزيمة (٢) . قلت: وهذا الحديث صحيح.
٢ - وعن سمرة بن جندب (٣) - رضي الله عنه - أنه كتب إلى بنيه:«أما بعد: فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمرنا أن نصنع المساجد في ديارنا، ونصلح صنعتها، ونطهرها» . رواه أبو داود، وإسناده ضعيف، لكن يشهد له ما قبله (٤) .
قال البغوي:" الدور يريد المحال التي فيها الدور "(٥) . قلت: والدار لها في اللغة معان عدة، منها: ما ذكره البغوي (٦) .
والشاهد من هذين الحديثين:«أمر رسول الله ببناء المساجد في الدور - كان يأمرنا أن نصنع المساجد في ديارنا» .
وجه الدلالة:
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر ببناء المساجد في الدور، وأمره يقتضي الوجوب، فيجب بناء المساجد في الأحياء السكنية، وكذلك يجوز بناؤها في القصور الضخمة. والدليل على هذا:
(١) الترمذي ك الصلاة رقم ٥٩٤، وانظر: جامع الأصول (١١ / ٢٠٨) . (٢) صحيح ابن خزيمة (٢ / ٢٧٠) ، ورواه ابن ماجة ك المساجد رقم ٧٥٨. (٣) هو: سمرة بن جندب بن هلال الفزاري، من علماء الصحابة، نزل البصرة. له أحاديث صالحة. حدث عنه: ابنه سليمان، وعبد الله بن بريدة، وابن سيرين، وجماعة مات سنة ٥٨ هـ، وقيل: إنه سقط في قدر مملوءة ماء حارًا كان يتعالج به من البارد فمات فيها. انظر: سير أعلام النبلاء (٣ / ١٨٣) ، وطبقات ابن سعد (٦ / ٣٤) ، وجمهرة أنساب العرب (ص٢٥٩) . (٤) أبو داود ك الصلاة ب بناء المساجد في الدور رقم ٤٥٥، وانظر: بذل المجهود (٣ / ٢٩٣) ، والمنتقى مع نيل الأوطار (٢ / ٢٦٤) . (٥) شرح السنة للبغوي (٢ / ٣٩٩) . (٦) انظر: لسان العرب لابن منظور (٢ / ١٤٥٠) .