أن الله سبحانه وتعالى بين قصد المنافقين من بناء مسجدهم، وأنهم إنما بنوه لقصد الضرر بالمسلمين، فلذلك نهى نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يصلي فيه، فهدمه النبي - صلى الله عليه وسلم - عقابا لهم (٢) .
الوجه الثاني: تعدد المساجد التي تقام فيها الجمعة.
من المعروف أن المساجد الجامعة تتخذ شكلا خاصا بها؛ حيث تحتوي على منبر، وتكون كبيرة. وقد اشترط بعض المالكية (٣) لصلاة الجمعة: المسجد المسقف، مستدلين بقوله تعالى:{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}[النور: ٣٦](٤) الآية. وقوله:(. . . {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ}[الحج: ٢٦] )(٥) وحقيقة البيتية أن يكون
(١) سورة التوبة: الآيتان ١٠٧ - ١٠٨) . (٢) انظر: أحكام القرآن لابن العربي (٣ / ١٠١٢) ، وتفسير ابن كثير (٤ / ١٤٨ ـ ١٥٠) ، وفتح القدير للشوكاني (٢ / ٤٠٣) . (٣) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٩ / ١٨ / ١١٣) . (٤) سورة النور: الآية ٣٦. (٥) سورة الحج: الآية ٢٦.