وهذه كلها صفة مخلوق، والله- تعالى- وكلامه الذي هو صفته لا يقال فيه شيء من ذلك.
٦ - وقالت مريم:{أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ}[آل عمران: ٤٧] فبين أن المسيح الذي هو الكلمة ولد مريم لا ولد الله سبحانه وتعالى (١).
(ب) أما الروح التي قال تعالى فيها: {وَرُوحٌ مِنْهُ}[النساء: ١٧١] فلا يجب أن يكون منفصلا من ذات الله، كما قال تعالى:{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ}[الجاثية: ١٣](٢). {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}[النحل: ٥٣](٣). {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}[النساء: ٧٩](٤). .
فهذه الأشياء كلها من الله وهي مخلوقة.
وأبلغ من ذلك روح الله التي أرسلها إلى مريم، وهي مخلوقة {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا - قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا - قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا}[مريم: ١٧ - ١٩](٥). {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء: ٩١](٦) وقال تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا}[التحريم: ١٢](٧).
(١) انظر: الجواب الصحيح ٢/ ٩٩ - ٣٠٠، ٢/ ١٤٠، ٢٢٧. (٢) سورة الجاثية، الآية ١٣. (٣) سورة النحل، الآية ٥٣. (٤) سورة النساء، الآية ٧٩. (٥) سورة مريم، الآيات ١٧ - ١٩. (٦) سورة الأنبياء، الآية ٩١. (٧) سورة التحريم، الآية ١٢.