٣ - ومنها: اجتناب جميع المعاصي بتقوى الله - تعالى -؛ فإن ذلك من أعظم الوسائل إلى حصول العلم، كما قال تعالى:{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[البقرة: ٢٨٢](٣) وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}[الأنفال: ٢٩](٤).
وهذا واضح بين أن من اتقى الله جعل له علمًا يُفَرِّقُ به بين الحق والباطل (٥) ولهذا قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: " إني لأحسب أن الرجل ينسى العلم قد عَلِمَه بالذنب يعمله "(٦).
وقال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: " خمسٌ إذا أخطأ القاضي منهن خطةً (٧) كانت فيه وصمةً (٨) أن يكون: فهمًا، حليمًا، عفيفًا، صليبًا (٩) عالما سئولًا عن العلم "(١٠).
(١) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر، ١/ ١٠٢، ١٠٣. (٢) ديوان الشافعي ص١١٦. (٣) سورة البقرة، الآية ٢٨٢. (٤) سورة الأنفال، الآية ٢٩. (٥) انظر: تفسير ابن كثير ١/ ٣٣٨، وتفسير السعدي ١/ ٣٤٩. (٦) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر١/ ١٩٦. (٧) خطة: أي خصلة. انظر. فتح الباري١٣/ ١٤٦. (٨) وصمة: عيبًا. انظر: فتح الباري ١٣/ ١٤٦. (٩) قويا شديدًا، يقف عند الحق ولا يميل مع الهوى. انظر: فتح الباري ١٣/ ١٤٦. (١٠) البخاري مع الفتح، كتاب الأحكام، باب متى يستوجب الرجل القضاء١٣/ ١٤٦.