(١) فأوقدوا نارا عظيمة ورموه بالمنجنيق لبعدهم عنها لشدة حرارتها، ولكن قال رب العزة والجلال:{قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ}[الأنبياء: ٦٩](٢) فكانت بردا وسلاما ونجا منها فكانت العاقبة لإبراهيم: {وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ}[الأنبياء: ٧٠](٣) .
وهذا موسى عليه الصلاة والسلام توعده فرعون بالقتل فقال:{ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ}[غافر: ٢٦](٤) فتوعدوه بالقتل، ولكن آخر الأمر كانت العقبى لموسى عليه الصلاة والسلام:{وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ}[غافر: ٤٥](٥) .
وهذا عيسى عليه الصلاة والسلام حصل له من الأذية ما حصل حتى رماه اليهود بأنه ابن بغي، وقتلوه على زعمهم وصلبوه ولكن الله تعالى يقول:{وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا - بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}[النساء: ١٥٧ - ١٥٨](٦) فنجي منهم.
وهذا خاتم الرسل وإمامهم وسيد بني آدم محمد صلى الله عليه وسلم، قال الله عنه:{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[الأنفال: ٣٠]
(١) سورة الأنبياء، الآية ٦٨. (٢) سورة الأنبياء، الآية ٦٩. (٣) سورة الأنبياء، الآية ٧٠. (٤) سورة غافر، الآية ٢٦. (٥) سورة غافر، الآية ٤٥. (٦) سورة النساء، الآية ١٥٧ - ١٥٨.