عن قتادة وابن جريج ومقاتل أن الآية نزلت في مشركي مكة لما رأوا كتاب الصلح يوم الحديبية، وقد كتب فيه علي رضي الله عنه:" بسم الله الرحمن الرحيم "، فقال سهيل بن عمرو: ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة.
ومنهم من قال: «سمع أبو جهل قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يا الله يا رحمن "، فقال: إن محمدا ينهانا عن عبادة الآلهة وهو يدعو إلهين، فنزلت» (٢) .
وعن بعضهم أنه لما قيل لكفار قريش:{اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ}[الفرقان: ٦٠] قالوا: {وَمَا الرَّحْمَنُ}[الفرقان: ٦٠] فنزلت (٣) .
وهذه الآية إخبار أن أهل الجاهلية كانوا يلحدون في صفاته، كما كانوا يلحدون في أسمائه تعالى.
(١) ومن ذلك قول بعضهم: يا أبا غيمة زرقاء، يا ساتر، يا ستار، يا معطي، يا معين، يا مجير، يا هو، يا موجود في كل وجود - وهذا كفر أكبر نسأل الله العافية، ومثلها في الكفر: يا من لا هو إلا هو - وعلة الوجود، والعلة الأولى، والذات الإلهية. (٢) ذكر هذا الأثر البغوي في تفسيره (٣ / ١٩) ، وابن الجوزي في تفسيره (٤ / ٣٢٩) . (٣) ذكره البغوي في تفسيره (٣ / ١٩) ، والواحدي في أسباب النزول (ص ٢٧٣) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٤ / ٣٢٩) ، ونسبوه لابن عباس.