ومثل هذا في القرآن كثير، وكذلك في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كقوله:«لا يموتن أحدٌ منكم إِلا آذَنْتُمونيِ حتى أُصلِّي عليه، فإِنَّ الله جاعلٌ بصلاتي عليه بركةً ورحمةَ»(١) .
وقال صلى الله عليه وسلم:«إِن هذه القبور مملوءةٌ على أهلها ظُلْمَةً، وإِنَّ الله جاعلٌ بصلاتي عليهم نورًا»(٢) .
فالله سبحانه خلق الأسباب والمسببات وجعل هذا سببًا لهذا، فإِذا قال القائل: إِن كان مقدورًا، حصل بدون السبب، وإِلا لم يحصل. جوابه أنه مقدورٌ بالسبب، وليس مقدورًا بدون السبب.
وقولهم: إِن الله تعالى أجرى العادة بهذه الأسباب، وأنه
(١) أخرجه النسائي في كتاب الجنائز، باب الصلاة على القبر: (٢٠٢٢) ، وابن ماجه في كتاب الجنائز، باب ما جاء في الصلاة على القبر: (١٥٢٨) . (٢) أخرجه البخاري بنحوه في كتاب الجنائز، باب الصلاة على القبر بعدما يدفن: (١٣٣٧) ، وأخرجه مسلم واللفظ له في كتاب الجنائز، باب الصلاة على القبر: (٩٥٦) .