(كلُّ مَسْأَلَة تَكلّمْتُ فيها بخلافِ السنة؛ فَأنا راجعٌ عنها؛ في حَياتي وبَعْدَ ممَاتي)(١) .
وعن الربيع بن سليمان، قال: روى الشافعي يوما حديثا، فقال له رجلٌ: أتأخذ بهذا يا أبا عبد الله؛ فقال:(مَتى ما رَوَيتُ عَن رَسُولِ اللهِ- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حَديثا صحيحا؛ فَلم آخذْ بهِ؛ فأشهْدكُم أَن عَقلي قَدْ ذهَب)(٢) .
١٧ - عن نوح الجامع، قال: قلت لأبي حنيفة رحمه الله: ما تقول فيما أَحدث الناس من الكلام في الأعراض والأجسام؛ فقال:(مقالاتُ الفَلاسفة، عَليكَ بالأَثرِ وطريقةِ السلفِ، وإِياكَ وكل محدثة؛ فإِنها بدعة)(٣) .
١٨ - قال الإِمام مالك بن أَنس رحمه الله تعالى:(السنَّة سَفينةُ نوح مَن رَكبَها نجَا ومَن تَخَلّفَ عنَها غَرِقَ)(٤) .
وقال: " لو كان الكَلامُ علما لَتَكلّم فيه الصَّحابةُ والتابعُون كما تَكلموا في الأَحكامِ؛ ولكنهُ باطل يَدُل عَلَى باطِل) (٥) .
وعن ابن الماجشون، قال: سمعت مالكا يقول:
(١) أخرجهما الخطيب في " الفقيه والمتفقه ". (٢) رواه ابن بطة في " الإبانة ". (٣) أخرجهما الخطيب في " الفقيه والمتفقه ". (٤) " مفتاح الجنة في الاعتصام بالسنة " للسيوطي. (٥) البغوي في " شرح السنة ".