وأَهل السنة والجماعة: يأَخذون بعد الكتاب والسنَّة بما أَجمع عليه علماء الأُمة، ويعتمدون عليه، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«إِن اللهَ لا يَجْمَعُ أمتي عَلى ضَلاَلَة، وَيَدُ الله مع الجماعَة، ومَنْ شَذَّ شَذَّ في النار»(٢) .
فهذه الأمة معصومة من الاجتماع على باطل، ولا يمكن أَن تجمع على ترك الحق.
ولا يعتقدون العصمةَ لأَحد غير رسول الله- صلى الله عليه وسلم -ويرون الاجتهاد فيما خفي من الأَمر بقدر الضرورة، ومع هذا لا يتعصبون لرأي أَحدٍ حتى يكون كلامه موافقا للكتاب والسُّنٌة، ويعتقدون أَنَّ المجتهد يخطئ ويصيب؛ فإِن أَصاب فله أَجران: أَجر الاجتهاد وأَجر الإِصابة، وإن أَخطأ فله أَجر الاجتهاد فقط؛ فالاختلاف
(١) سورة القصص: الآية، ٥٠. (٢) صحيح سنن الترمذى: للألباني.