فجمعن بين الوعيد بالنار، وعدم رائحة الجنة، وتشبهن بنساء الإفرنج، ومن سلك سبيلهم من الدول المنحلة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليس منا من تشبه بغيرنا" ١، وقال:"من تشبه بقوم فهو منهم" ٢، وقال:"من تشبه بقوم حشر معهم".
فالعجب ممن يعلم هذا الوعيد الشديد، ويرضى بثمرة فؤاده أو ضجيعته، أن تتصف بهذه الصفات الشنيعة المحرمة! ويالله! يا للمسلمين! يا للعرب! يا للعقول!!!
وأعظم من ذلك وأدهى: أنهن يسخرن ممن يلبسن لباس المسلمات، ويرضين أن تشاطر الرجال في المكاتب وغيرها، وتخلو بدون محرم. ويأتي في كلام الشيخ وغيره ما يكفي عن بيان ما تشبهن فيه بالإفرنج، من كشف بعض الأعضاء وغير ذلك.
والعجب مما ذكر محمد رشيد رضا، قال: حدثني الأمير شكيب أرسلان في جنيف سويسرة، عن طلعت باشا التركي: أن عظيم الألمان، لما زار الأستانة في أثناء الحرب، ورأى النساء التركيات، سافرات متبرجات، عذله على ذلك، وذكر له ما فيه من المفاسد الأدبية، والمضار الاقتصادية، التي تئن منها أوروبا، وتعجز عن تلافيها.