الثالثة: أن الهداية بالكتاب للمتقين خاصة. هذا فيه كشف شبهك الأولى: أن الذي لا يتبعه ليس هو من المتقين، فهذا يبين قول الشياطين ١: القرآن لا يفسر، وهذا الكتاب مثل المطر للأرض; فالأرض الطيبة تنتفع به، والأرض الخبيثة لا ينفعها. وذكر في التقوى ثلاث مراتب:
الأولى: تجنب الشرك.
الثانية: اجتناب المحرمات وأداء الفرائض.
الثالثة: لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به، حذرا مما به البأس ; قال قتادة: هم الذين نعتهم الله، بقوله:{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}[سورة البقرة آية: ٣] الآية والتي بعدها، وقوله:{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}[سورة البقرة آية: ٣] فيه خمس عبارات ; فعن أبي العالية: يؤمنون بالله إلخ.
الثانية: غيب القرآن مثل قوله: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً}[سورة الطلاق آية: ٢] ، وكقوله:{وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}[سورة الصافات آية: ١٧٣] ، وهذا شيء يذكره الله تعالى، وأسبابه مختلفة، ويقع مثل ما ذكره الله ; وتعرفها بمبدأ حال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ; وما وقع في هذا الزمان.
الثالثة: ما أتى عن الله، وهو الوحيان. ٢
١ المراد شياطين الإنس، طوائف ممن يدعي العلم. ٢ الوحيان هما: الكتاب والسنة، وقد اختلف العلماء في السنة، هل جميعها وحي أم لا؟.