ورواه ابن ماجه أيضًا مسندًا من حديث ابن عباس بسند فيه ضعيف (١)، ومن حديث أبي صِرْمَةَ بلفظ:"مَنْ ضَارَّ أَضَرَّ اللَّهُ بِهِ"(٢)، وهذا اللفظ في "سنن أبي داود"(٣) أيضًا، والترمذي، وقال:"حسن غريب"(٤)، وهو يؤدي معنى الحديث الأول.
وأما الدارقطني، فإنه أسنده من حديث عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي ﷺ قال:"لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ، مَنْ (٥) ضَارَّ ضَرَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ شَاقَّ شَقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ"(٦)، وقال الشيخ تقي الدين بن الصلاح ﵀:"أسنده الدارقطني من وجوه، ومجموعها يقوي الحديث ويحسنه، وقد تقبله جماعة أهل العلم، واحتجوا به"(٧).
وقال أبو داود السجستاني:"الفقه يدور على خمسة أحاديث؛ "الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ"، و "لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَار"، و "الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ"، و "الدِّينُ النَّصِيحَةُ"، وحديث: "مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ، فَاجْتَنِبُوهُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ" (٨).
قال ابن الصلاح: "قول أبي داود: إنه من الأحاديث التي يدور الفقه
(١) السنن (٢٣٤١). (٢) السنن (٢٣٤٢). (٣) سنن أبي داود (٣٦٣٥). (٤) السنن (١٩٤٠). (٥) في المخطوطة: "ومن". والإصلاح من مصدر الحديث. (٦) السنن (٣٠٧٩). (٧) انظر: جامع العلوم والحكم (٢/ ٢١١). (٨) انظر المصدر السابق (١/ ٦٣).