يا أكرم الخلق، يا ذخرى ويا سندى … إنّي بذنبي ملهوف ومضرور
وليس لي ملجأ إلاك أقصده … وهل يرى لاعتمادى فيه تأثير
ظلمت نفسي وجئت الآن معترفا … مستغفرا، حيث لي بالذّنب تقصير
فاستغفر اللّه يا مختار لي كرما … فجاهك الرّحب فيه الذنب مغفور
ولى إليك شفيع أنّ لي سلفا … لهم بمدحك أوزان وتحرير
وقد وقفت بباب المدح أخلفهم … فلن يرى لسبيلى فيه تعسير
ضمّنت نفسي الوفا في بعضه فوفى … مع أنني ضامن بالعجز مكسور
إن متّ شوقا أنا العذرىّ فيك ومن … من غدره مات حبا فهو معذور
وابن البديوي وأهلوه وعترته … رجاؤهم بامتداح فيك معمور
خدّام مدحك ما زالوا ذوى شرف … ومادح الغير ممجوج ومغرور
لغير قدرك لم تسمح قرائحنا … وليس في حبّنا بالله تغيير
بعنا النفوس فحبّ المدح حجّتنا … وهو الوثائق فينا والمساطير
زنادنا لم يزل بالمدح مقتدحا … وكسرنا دائما بالحمد مجبور
يا سيّد الرسل إنّى خائف وجل … إذا الجحيم لها قيظ وتسعير
إن كان لي ذرّة من صالح عرفت … فإنّ ذنبي وأوزانى قناطير
عنوان يسرك يولى اليسر كلّ يد … معجّلا، فإذا العنوان تيسير
إن يسأل الغير من بعد فساعدنى … بالسعد (٢٦٤) زين فبرد الوجه مجبور
الله أكبر يا فوزا ظفرت به … في حضرة الأنس بالمحبوب مسرور
في روضة من جنان الخلد قمت بها … ومنبر عند قبر كلّه نور
أقول للمصطفى من غير واسطة … يا سيد الخلق مالي عنك تأخير
نال اتباعك قلبي واطمأنّ به … فليس لي عن سبيل الرشد تغيير
فالحمد للّه مولانا ونشكره … فهو الذي بجميع الحمد مشكور
عليك أزكى سلام ماله عدد … وليس يحصره حدّ وتقدير
كذا ضجيعك والآل الذين لهم … في نصرة الحق (٢٦٥) تهليل وتكبير
ما رنّمت فوق غصن الدّوح صادحة … لها من الشوق تغريد وتهدير
(٢٦٤) كلمة غير مقروءة بعد كلمة السعد.
(٢٦٥) وردت في السليمانية: «الخلق».